بــ‮ ‬37‮ ‬مليون جنيه‮ :‬ عودة مسرح الهناجر للعمل

محمـد التـلاوى

د‮. ‬هدى وصفى
بعد توقف استمر نحو أربع سنوات،‮ ‬عاد مساء الخميس الماضي مسرح الهناجر بثوبه الجديد،‮ ‬الذي تكلف‮ ‬37‮ ‬مليون جنيه،‮ ‬كان الهناجر ظهر لأول مرة في الحياة الفنية في سبتمبر‮ ‬1992 بعد أن تكلف أيضا عدة ملايين من الجنيهات،‮ ‬لتجهيز قاعتين للمسرح،‮ ‬وقاعة للفنون التشكيلية،‮ ‬الهناجر تم استلهام فكرتها من المباني الكبيرة التي تستخدم لتخزين المعدات أو ورش إصلاح المركبات أو الإسكان المؤقت،‮ ‬وتعتمد فكرتها علي استخدام خامات سهلة الفك والتركيب والنقل،‮ ‬لكن مؤخرا بدأ استلهام شكل الهناجر لبناء قاعات للمؤتمرات وللفنون،‮ ‬ومنها الهناجر في مصر،‮ ‬الذي لعب دورا ملموسا في صناعة تيار فني وثقافي،‮ ‬من خلال تنظيم عشرات الورش الفنية في تقنيات التمثيل والإخراج والتعامل مع فراغ‮ ‬لخشبة المسرح،‮ ‬وإتاحة الفرصة أمام الفنانين المصريين والعرب لتقديم عروض تعتمد علي روح الهواية،‮ ‬ولا تلتزم بوجود فرقة مسرحية ثابتة،‮ ‬يتقاضي أعضاؤها أجورهم‮ ‬غالبا دون عمل،‮ ‬وكانت هذه الصيغة الإنتاجية أحد أسباب نجاح الهناجر في تقديم مواسم مستمرة ومتصلة تضم عروضا ناجحة ومهمة فنيا وجماهيريا ونقديا‮.‬
في حفل الافتتاح شاهد الجمهور الكبير جانبا من الإنجازات الفنية للهناجر في فيلم تسجيلي،‮ ‬إلي جانب عرض سينمائي تم إعداده بتقنية شاشة السينما ثلاثية الأبعاد،‮ ‬وفي جانب آخر من الهناجر تم عرض مسرحية أهو دا اللي صار،‮ ‬بطولة لطفي لبيب تتناول صورا مختلفة من الفساد،‮ ‬الذي ساهم في اشتعال ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير‮.‬
بعد اختتام الحفل سألت الدكتورة هدي وصفي مؤسسة ومديرة مركز الهناجر للفنون عن موقفها من صعود تيارات سياسية،‮ ‬يخشي البعض من مصادرتها لحرية الإبداع والتقييد علي الأنشطة الفنية قالت‮: ‬الفنانون والمثقفون لن يتنازلوا ولن يسلموا الأمور لغيرهم والذي يريد أن يقول إنه سوف يفرض قيوده علي الفن هو حر يقول ما يري في النهاية‮ ‬مصر بلد عريق لديها ثقافتها وعاداتها وتقاليدها وفنها الذي لا تستطيع الاستغناء عنه إيران مثلا تحصد جوائز عالمية‮ ‬في السينما فليس من المعقول أن مصر وهي الرائدة في هذا المجال ترجع إلي الوراء ويسبقنا من كان وراءنا،‮ ‬نحن لسنا قاصرين ولا توجد علينا‮ ‬وصاية من أحد طالما لا نعتدي علي حرية الآخرين،‮ ‬ولا يصح أن تعيش دولة بنمط واحد من الإبداع‮.. ‬التاريخ الإسلامي مليء بمختلف أنواع الفنون‮. ‬وعلي كل حال أنا متفائلة لمستقبل مصر في كل شيء خصوصا الفن لأننا كسرنا الخوف‮. ‬وعن رأيها في‮ ‬الروايات المسرحية التي تحدثت عن الثورة؟ قالت أعتبرها انفعالات وليست شديدة العمق وعلي الجانب الآخر فيها لقطات جمالية وتمت تحت ضغوط وفيها توهج والزمن هو الذي سوف يحدد ما الذي سوف يظل موجودا وما الذي سوف يكون‮ ‬لحظيا‮.

0 Response to "بــ‮ ‬37‮ ‬مليون جنيه‮ :‬ عودة مسرح الهناجر للعمل"

إرسال تعليق

Powered by Blogger